لذة الانتصار على الصيني الذي غافلني

أكتب الآن، والعالم السياسي تُشغله أزمة الهجوم الذي تشنه قوات الكرملين تجاه العاصمة كييف. وحتى هذه اللحظة تبدو بكين على بعد نحو 6447 كيلو مترا تلتزم الانصياع للنظام الدولي، مع توقعات بتربص إدارة الرئيس شي جينبينغ، بالفرصة من أجل استعادة تايوان، وسط هذا الارتباك العالمي.

والعالم لا يجيد انتهاز الفرصة مثل الصينيين، ذلك التنين الذي سبب الهلع للعالم الغربي حين نهوضه المفاجئ على أكوام من الفرص، قادته إلى مضاعفة ناتجه الإجمالي المحلي من 263 مليون دولار عام 1979 إلى نحو 18 تريليون دولار في العام الأخير كثاني أضخم اقتصاد بعد الولايات المتحدة.

شخصيًا، لم أتعرض لأي احتكاك مع الصين قبل أن تدفعني مع بقية سكان العالم إلى العزلة الاضطرارية خلال الربع الأول من العام 2020 بسبب تفشي الجائحة كوفيد 19. وقبل أن نودع ذلك العام فقدت نطاق هذا الموقع الشخصي orwiat.com بفعل التباطؤ في تجديده.

شعرت بالصدمة الشديدة!! عروة آخر في هذا العالم، تعلم القراءة والكتابة من الصحف اليومية بتشجيع من والده. وقع في قلبه اسم “هاشميات” وهي الزاوية التي قرأها في طفولته خلال التسعينات للكاتب الكويتي فؤاد الهاشم في إحدى المجلات، فقرر أن يطلق على أول نافذة الكترونية له منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة “عرويات”!!

لم تكن تلك الفرضية صحيحة.. اكتشفت أن الذي استحوذ على النطاق شركة مملوكة لرجل صيني ليس في اسمها ما يدل على الاسم “عروة واشتقاقاته”.

كانت 15 شهرًا قاسية علي، لم أيأس خلالها في استعادة الدومين الذي أبصر النور معي، حاولت خلالها استعطاف الوسيط الذي قدم الارتباط إلى ذلك الصيني، ولم استبعد فكرة البحث عن صاحب الشركة في بلاد المليار والنصف. ربما لم تردني فكرة التناسي طالما كان ذلك الصيني يستفزني بمحتوى نشاطه المختص بالعربات الثقيلة.. بالله عليكم، ما علاقة المركبات الثقيلة بعرويات؟

أخيرًا، نجحت إحدى محاولاتي المئوية.. النطاق متاح للحجز من جديد.. وكم كنت سريعًا في استعادة كل شيء خلال ثواني يسيرة.

بهذه المناسبة، أستطيع مشاركة أنتوني بلينكن والمسؤولين الأمريكيين كافة، تجربتي في الانتصار على ذلك الصيني “رجل لرجل”، دعوا عنكم لوم الصين فإن لومها إغراء .. وداووا النظام الدولي بانتهاز الفرص “أو كما قال الشاعر أبو نواس”.

بواسطة عروة العلي

ليس أكثر من كوني أحد العرى.. عروة العلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *