بطاقات التصفح مسبق الدفع!

قرأت في موقع صحيفة “الحياة” الخبر التالي: “أعلنت مجلة “نيوزويك” “أمس” الخميس، أنها ستوقف ابتداءً من بداية العام 2013 نسختها المطبوعة وتنتقل إلى الصحافة الرقمية بشكل كامل، مع ما يترافق ذلك من تخفيض بعدد الموظفين.”  ومضى ذلك الخبر يبين لنا دوافع توقف الاصدار الورقي للمجلة، ويحدد لنا موعد آخر النسخ المطبوعة منها بالدقة في الحادي والثلاثين من ديسمبر المقبل، حتى أشار لنا عن امكانية الاطلاع على محتواها عبر دفع الاشتراكات!

وكأحد الذين لاهمً لهم سوى مراقبة الآخرين، أخذت استشرف مستقبل الصحافة والصحفيين، فتخيلت مدى تطور العلاقات “التجارية” بين مُلَاك الصحف الالكترونية وبين قرائها، حتى تهيأ لي منظر أحد القراء يبتاع بطاقة التصفح مسبق الدفع لصحيفة “كل من إيدو إلو” في أحد مراكز التسوق – بالمناسبة فأنا ألاحظ تسميات غريبة للصحف الالكترونية بالتناسب إلى مسميات جداتهن “الصحف الورقية”- وتتيح تلك البطاقة للمستفيد منها تصفح الأخبار في تلك “الجريدة الانترنتية”  لمدة سنة أو لشهر أو لست أضعافه أو لأي أجل معلوم آخر حتى لو اضطرت لعرض تصفح أخبارها لثلاث ساعات فقط “استهدافا لشريحة الطلاب الدارسين”.

وذهب بي خيالي أيضا إلى “التوهيقة” التي من المحتمل أن يقع بها الصحفيين، فبعض أولئك المحررين ممن ستر الله عليهم في المسائل المتعلقة بعدد قراء تقاريرهم في صحف هذه الأيام مدفوعة الثمن، قد يجدون أنفسهم أكثر المترددين على مكتب رئيس التحرير خلال فترة الصحف الألكترونية استجابة لدعوة الإنصات المتكرر للتحذير التالي: “يا عباس يا ولدي شف لك حل، متوسط عدد زوارك في الستة شهور الأخيرة ما زاد عن 10 قراء، مع العلم ان سبعة منهم ثابتين وهذولا السبعة ضمن اللي الـ 230 الحاصلين على اشتراك سنوي مفتوح”.

وتوقفت حدودي التخيلية أمام تساؤلي الدائم: لماذا يتمسك العاملون في الصحافة الرقمية بالمسمى المهني “صحافة” – وهنا أدعو إلى استبدال تلك التسمية بأي اسم آخر، يتزامن في موعد اطلاقه على الصحافة الالكترونية مع آخر الأيام التي يصدر خلالها نسخ ورقية للمطبوعات الصحفية، لدافعين مقنعين أولهما انتفاء السبب في تسميتها “صحافة” نسبة إلى الترادف اللغوي مع القرطاس والورق، أما الآخر كتخليد لذكرى نهاية الصحف المطبوعة- واني في الوقت ذاته اقترح على رواد الصحف الالكترونية اختيار “أُلافة –بضم الألف-” كمسمى مهني لعملهم الصحفي في المواقع الالكترونية، نسبة إلى صحيفة “إيلاف” وهي أول يومية عربية الكترونية.

بواسطة عروة العلي

ليس أكثر من كوني أحد العرى.. عروة العلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *